عاشت الجماهير الأرجنتينيّة كابوساً مرعباً فجر اليوم، بعد أن كان منتخب التانغو على وشك السقوط في فخّ التعادل مع منتخب البيرو، وبالتالي حاجته إلى معجزة كبيرة لبلوغ نهائيات كأس العالم 2010م في جنوب إفريقيا، لكنّ أبناء مارادونا الذي ارتكب العديد من الأخطاء - كعادته - تداركوا الموقف وفازوا باللحظات الأخيرة 2/1 بمساعدة الحظ وظروف الطقس، بعد أن هبّت على ملعب المونيمونتال في العاصمة بوينس آيرس عاصفة كبيرة وأمطاراً غزيرة، غيّرت مجريات اللقاء في الدقائق الأخيرة.
وبدأ منتخب التانغو المباراة بقوّة وتنظيم لم يُعهد في المباريات السابقة، إذ اعتمد على طريقة 4/3/3، وسط مشاركة لاعبين جُدد أبرزهم على الإطلاق غونزالو هغواين نجم نادي ريال مدريد، وبابلو إيمار صانع ألعاب نادي بنفيكا، وغيرهم. ورغم الفرص المتاحة لأبناء مارادونا إلا أنّهم عجزوا عن التسجيل، وسط التكتّل الدفاعيّ الضخم وتألق الحارس البيروفي.
ومع مطلع الشوط الثاني أثبت هغواين أنّ ثقة الجماهير الأرجنتينيّة به كانت في محلّها، بعد أن تلقى تمريرة من إيمار، وأركنها ببراعة في الزاوية المعاكسة لحارس المرمى، هدفاً أعاد الروح لزملائه ولمارادونا، لكنّ منتخب التانغو لم يحافظ على أدائه الجيّد بعد سلسلة تغيرات غير منطقيّة، بدأها مارادونا بإدخال المخضرم مارتين باليرمو الذي حلّ مكان لاعب الوسط ونزو بيريز، وإخراجه لهغواين الأبرز خلال شوطيّ المباراة وإدخاله للمدافع مارتين ديميكليس، الذي كان يستحق مكاناً أساسيّاً بدلاً من قلب الدفاع رولاندو كيافي صاحب الـ 36 عاماً، الذي لعب مباراته الدوليّة الثانية فقط، ثم استكمل مارادونا تبديلاته الخاطئة بإخراجه إيمار النشيط وإدخاله فيدريكو إنسوا، لتؤدي هذه التبديلات إلى إضعاف خطيّ وسط وهجوم الأرجنتين، وليضغظ بعدها منتخب البيرو، ليكون له التعادل في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة عن طريق لاعبه هيرنان ريكيفو، بعد خطأ قاتل في إبعاد الكرة من كيافي؛ لتشهد المدرجات صمتاً رهيباً، بعد أن فقدت الجماهير الأمل في بلوغ منتخباها النهائيات.
ومع انتظار الجميع لصافرة النهاية، ووسط دربكة واضحة داخل منطقة جزاء البيرو وعدم وضوح الرؤية بسبب الأمطار الغزيرة وشدّة الرياح العاصفة، وصلت الكرة إلى إنسوا الذي سدّدها قوية، لترتطم بعدد من اللاعبين وتصل إلى باليرمو، الذي لم يلحظ الحكم وقوفه في مصيدة التسلّل، فأودعها سهلة في الشباك، هدفاً أيقظ عشّاق التانغو من كابوس عدم وصولهم إلى المونديال، فما كان من مارادونا إلا أن يختار التزلّق على الماء فرحاً ببقاء الأمل.
وفي اللقاءات الأخرى التي أقيمت بذات التوقيت، وسط مخاوف من التلاعب في نتائج المباريات، كانت جميع النتائج تصبّ في مصلحة الأرجنتين التي كادت أن تضمن مقعدها في الملحق لولا جنون الدقائق الأخيرة من مباراة الإكوادور والأوروغواي، إذ كان الفريق الإكوادوري متقدّما بهدف وحيد، إلا أنّ الأوروغواي تمكّنت من إدراك التعادل، ثم إضاف دييغو فورلان هدف الفوز في الوقت المبدّد؛ ليُشعل القمّة المقبلة الحاسمة بين منتخب بلاده ومنختب التانغو، فيما بقي سقط منتخب الإكوادور إلى المركز السادس، بانتظار لقائه الحاسم يوم الأربعاء المقبل مع تشيلي، الذي يعتمد أيضاً على نتيجة مباراة الأرجنتين والأوروغواي أيضاً.
وضمنت تشيلي مقعدها في النهائيات بعد فوزها على كولمبيا على أرضها 4/2، كما خسرت فنزويلا مباراتها الحاسمة ضد البارغواي 2/1 لتخرج هي وكولمبيا من حسابات التأهل رسميّاً.
وتُحسم بطاقة التأهل الأخيرة، وبطاقة لعب الملحق يوم الأربعاء المقبل، حيث تلتقي الأوروغواي على أرضها الأرجنتين، فيما تستضيف تشيلي الإكوادور، فيما لن تؤثّر بقيّة المباريات في هويّة المنتخبات المتأهلة.